دراسة جديدة: فقدان كبير للأنهار الجليدية رغم التزامات المناخ
كشفت دراسة حديثة من جامعة ألاسكا، نُشرت في مجلة ساينس، أن ما يقرب من 47% من كتلة الأنهار الجليدية في العالم خارج جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية سيختفي، حتى إذا تم الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فقط، وفقًا لاتفاقية باريس للمناخ.
الأنهار الجليدية لا تتوقف عن الذوبان مباشرة
أوضحت البروفيسورة "ريجين هوك" أن الأنهار الجليدية تمتلك "ذاكرة حرارية"، مما يعني أنها تستمر في فقدان كتلتها لعقود أو قرون حتى بعد توقف الاحترار. وهذا الفقدان يحدث حتى عندما تصل درجات الحرارة إلى الاستقرار.
خسائر أكبر في ظل السياسات الحالية
- في سيناريو 1.5 درجة مئوية: فقدان 47% من الكتلة الجليدية.
- في حال استمرار السياسات الحالية (2.7 درجة مئوية): تقفز الخسارة إلى 76%.
- هذا الذوبان سيؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 138 إلى 230 ملم حسب السيناريو المتبع.
المناطق الأكثر تضررًا
- القطب الشمالي الكندي الجنوبي قد يفقد 85% من جليده.
- غرب كندا والولايات المتحدة: خسارة بنسبة 74%.
- ألاسكا: بين 41% و69% من الكتلة الجليدية ستختفي.
- بينما تظهر جنوب آسيا الغربية مرونة نسبية بفقدان لا يتجاوز 5%.
لماذا تختلف التأثيرات إقليميًا؟
يرتبط فقدان الجليد بارتفاع الأنهار الجليدية. فالمناطق المرتفعة مثل الهيمالايا تتيح للجليد "الانسحاب" إلى أماكن أبرد، بينما الأنهار الجليدية المنخفضة لا تجد ملجأً.
الأنهار الجليدية بطيئة الاستجابة
تحتاج بعض المناطق، مثل القارة القطبية الجنوبية، إلى أكثر من 800 عام لإظهار 80% من التأثير الكامل للاحتباس الحراري. هذا يُفسر لماذا تبدو بعض المناطق مستقرة رغم تعرضها لتغيرات كبيرة قادمة.
تأثيرات تمتد لما بعد الذوبان
-
المياه: تراجع الجليد يهدد إمدادات المياه لمليارات البشر.
البيئة: يغيّر النظم البيئية والتنوع البيولوجي.
-
الكوارث: يرفع من خطر الفيضانات والانهيارات الأرضية.
-
الاقتصاد: يهدد السياحة في المناطق الجبلية.
تأثيرات أكبر من المتوقع
ترتفع درجات الحرارة في المناطق المغطاة بالجليد بنسبة 80% أكثر من المتوسط العالمي. فمثلاً، ارتفاع عالمي بمقدار 2 درجة يعني ارتفاعًا فعليًا قدره 3.6 درجة في هذه المناطق، ما يعجّل من الذوبان.
رسالة العلماء: نتحمل مسؤولية قرون قادمة
يؤكد الباحثون أن القرارات الحالية ستؤثر لمئات السنين، إذ إن الأنهار الجليدية ستحتاج إلى ما يقرب من 1000 عام لتحقيق التوازن مع المناخ الجديد حتى في أفضل السيناريوهات.
خلاصة
رغم التقدم في سياسات المناخ، أصبح فقدان قسم كبير من الأنهار الجليدية أمرًا لا مفر منه. ومع ذلك، لا تزال هناك فرصة لتقليل الخسائر الكارثية، إذا اتخذ العالم خطوات حاسمة وسريعة للحد من الاحترار.
نصف الأنهار الجليدية مهددة بالزوال رغم تحقيق أهداف المناخ
خسائر لا مفر منها حتى مع استقرار درجات الحرارة
تشير الأبحاث إلى أن الأنهار الجليدية ستستمر في فقدان كتلتها لعقود أو قرون، حتى إذا استقرت درجات الحرارة العالمية عند مستوياتها الحالية. هذا يعود إلى "ذاكرة" الأنهار الجليدية، حيث تستمر في الذوبان استجابةً للتغيرات المناخية السابقة.
أهمية الحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية
تُظهر النماذج المناخية أن الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية يمكن أن يحافظ على أكثر من 50% من الكتلة الجليدية الحالية، مقارنةً بفقدان يصل إلى 76% في حال استمرار السياسات المناخية الحالية التي تؤدي إلى احترار بمقدار 2.7 درجة مئوية .
التأثيرات الإقليمية المتباينة
-
القطب الشمالي الكندي الجنوبي: من المتوقع أن يفقد 85% من كتلته الجليدية.
غرب كندا والولايات المتحدة: خسارة بنسبة 74%.
-
ألاسكا: فقدان بين 41% و69% من الكتلة الجليدية.
-
جنوب آسيا الغربية: مرونة نسبية بفقدان لا يتجاوز 5%
العواقب الاجتماعية والبيئية
فقدان الأنهار الجليدية لا يقتصر على ارتفاع مستوى سطح البحر، بل يشمل أيضًا:
- إمدادات المياه: تهديد لمصادر المياه العذبة لمليارات البشر.
- التنوع البيولوجي: تغير في النظم البيئية وفقدان المواطن الطبيعية.
- المخاطر الطبيعية: زيادة في احتمالية الفيضانات والانهيارات الأرضية.
- الاقتصاد: تأثير سلبي على السياحة في المناطق الجبلية.
الحاجة إلى إجراءات فورية
تؤكد الدراسات أن كل جزء من الدرجة المئوية في الاحترار العالمي له تأثير كبير على مستقبل الأنهار الجليدية. لذلك، فإن اتخاذ إجراءات فورية للحد من الانبعاثات الحرارية أمر بالغ الأهمية للحفاظ على هذه الموارد الطبيعية الحيوية.
تُبرز هذه النتائج أهمية التحرك السريع والفعال للحد من التغيرات المناخية، ليس فقط لحماية الأنهار الجليدية، بل أيضًا لضمان استدامة الموارد البيئية والاقتصادية والاجتماعية للأجيال القادمة.